حبس مبارك ونجليه جمال وعلاء
وتدهور صحة مبارك
الرئيس المخلوع مبارك
أعلن المتحدث الرسمى باسم النيابة العامة اليوم الأربعاء، أن النائب العام المصرى عبد المجيد محمود أمر بحبس الرئيس السابق حسنى مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات فى اتهامات تتعلق بالتحريض على الاعتداء على المتظاهرين أثناء الثورة المصرية.
وقال المتحدث الرسمى فى تصريح نشر على صفحة النيابة العامة على الفيسبوك إن "النائب العام أمر بحبس كل من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات بعد أن واجهتهم النيابة العامة بما توصلت إليه المرحلة التى قطعتها التحقيقات من اتهامات، وتم تسليم قرارات الحبس" إلى جهات الشرطة المختصة.
وأوضح المتحدث أن وزير الداخلية منصور العيسوى أبلغ النائب العام أنه "يتعذر التحقيق مع الرئيس السابق ونجليه بالقاهرة لما يحيط بذلك من محاذير أمنية خطيرة".
وأضاف أنه ثبت من تقرير اللجنة الطبية التى كلفتها النيابة بالكشف على الرئيس السابق فى مقر إقامته بشرم الشيخ أنه "يعانى من ظروف صحية تستلزم نقله إلى المستشفى ليكون تحت الرعاية الطبية أثناء استجوابه، ولذلك قرر النائب العام أن يتم التحقيق فى مستشفى شرم الشيخ".
وكانت مصادر أمنية أفادت فى وقت سابق أن نجلى مبارك فى طريقهما إلى سجن مزرعة طره فى القاهرة من شرم الشيخ فى سيناء حيث تم استجوابهما.
علاء
تفاصيل التحقيق مع مبارك ونجليه بمستشفى شرم الشيخ الدولى..
تكد عقارب الساعة تصل إلى العاشرة مساء أمس الثلاثاء، حتى انهار نجلا الرئيس السابق مبارك علاء وجمال، لعلمها بقرار حبس مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
كانت التحقيقات استمرت مع مبارك قرابة 5 ساعات متواصلة فى غرفة مجاورة لغرفة العناية المركزة بالمستشفى قادها المستشار مصطفى سليمان المحامى العام الأول لنيابات استئناف القاهرة المحامى العام الأول والمستشار عبد الله الشاذلى المحامى العام لنيابات جنوب سيناء.
مبارك يرتدى "تريننج سوت" أبيض فى أزرق وصل به قبلها بعدة ساعات من فيلته التى يقيم فيها، وبسيارة خاصة، ودخل المستشفى سيراً على الأقدام، وتبدو عليه علامات الإرهاق الشديدة. تم نقله إلى الطابق الرابع أولاً، وإجراء فحوصات شاملة ثم إلى الطابق الثالث، حيث غرفة العناية المركزة وظل بها لفترة حتى تحسنت نبضات قلبه وضغط الدم وخرج منها.
جمال
وفق المصادر فإن الرئيس السابق كان يعلم مسبقاً بقرار التحقيق معه، وأن ما تردد عن التحقيق معه فى مدينة الطور، وتحرك اليخت الخاص بالأسرة كان مجرد تسريبات إعلامية سربها أحد الإعلاميين المقربين من أجهزة الأمن بشرم الشيخ فى محاولة لإبعاد الإعلاميين عن شرم الشيخ،
وبالتالى تم التركيز على توقعات لحدث غير حقيقى، فى الوقت الذى كان يجلس فريد الديب المحامى مع مبارك، ولم تستبعد المصادر أن يكون الديب صاحب اقتراح نقل مبارك للمستشفى للتحقيق فيه والنقل إلى مستشفى حتى بعد الحبس الاحتياطى وفق مواد القانون.
المصادر قالت إنه لا يمكن أن ينقل مبارك من التحقيق فى الطور مسافة 4 ساعات بحرية، ويعاد مرة أخرى إلى فيلته ليغير ملابسه ثم يتم اقتياده إلى المستشفى، حيث إنه وصله منفرداً بعد أن تم تكثيف الحراسة داخله قبل وصوله بقرابة ساعة واحدة.
أيضاً لم تنطل خطة تحرك طائرة طبية كانت تقل فريقًا أردنياً يعالج مبارك يوم أمس، وإقلاعها من المطار إلى مطار عمان الدولى على المتابعين، بعدما ترددت شائعات أن مبارك انتقل للعلاج فى الأردن، وكان الفريق الأردنى أوصى بنقله للعلاج فى الخارج لتدهور صحته.
مبارك دخل المستشفى منفردا، وبعده بدقائق جاءت أسرته سوزان وعلاء وجمال، ثم أغلق المستشفى تماما لمدة ساعتين، بعدها سمح للرواد فقط دون الاقتراب من الطابقين الثالث أو الرابع، وفق الشهود، فإن العاملين فى المستشفى رحبوا بمبارك، وكان ينادونه بسيادة الرئيس فيما كان هو لا يتحدث.
كان فريد الديب المحامى وصل مبكراً إلى المستشفى، وكانت ينتظر أسرة الرئيس بعد أن سبقهم من مقر إقامتهم فى فيلا بمنتجع جولى فيل الذى يملكه حسين سالم مصدر البترول لإسرائيل الهارب حاليا، وبعد تلقين أسرة مبارك ما سيتم قوله فى التحقيقات، والتى لن تخرج عن البيان الذى أعلنه مبارك فى قناة العربية الفضائية حول عدم وجود أى أرصدة له فى بنوك الخارج إلا أرصدة فقط داخل مصر.
المصادر أكدت أن فريقاً من النيابة العامة يضم مستشاراً من مكتب النائب العام والمحامى العام لنيابات جنوب سيناء كان يتواجد فى المستشفى من قبل وصول مبارك بعدة ساعات، وكان ينتظره فى غرفة مجاورة لغرفة العناية، وكان اللواء أحمد الخطيب مدير أمن المحافظة متواجداً أيضا فى المستشفى، فى حين تم تكثيف التواجد الأمنى بمديرية الأمن بمدينة الطور العاصمة للفت الأنظار إليها والتمويه على عمليات التحقيق.
وخلال سير التحقيقات مع مبارك اندلعت مظاهرة خارج المستشفى تهتف ضد أسرة مبارك، وتطالب برحيلها خارج شرم الشيخ وسرعة محاكمتها والحصول على أموال الشعب المصرى التى تم نهبها.
انفضت المظاهرة بعد قربة ساعتين بعد تدخل عدد من البدو خوفاً من تفاقم الأمور ولتهدئة الأوضاع، واستمرار السياحة، ومنعوا التصوير ثم عاود آخرون التظاهر.
استمرت التحقيقات مع مبارك 5 ساعات متواصلة، وعلم بقرار حبسه هو وأسرته، وبعدها انتظر المحققون قرابة ساعتين حتى يتم تهدئة نجلى الرئيس بعد علمهما بحبس مبارك، استمرت المحاولات لمدة ساعتين، لم تذكر المصادر كيفية تهدئة النجلين، وفى تمام منتصف ليل الثلاثاء، ومع بداية ساعات يوم الأربعاء تواصل التحقيق مع نجلى الرئيس السابق، واستمرت حتى الساعة الثانية والنصف صباحا كان نجلا الرئيس يعلمان بالقرار مسبقا بعد قرار حبس مبارك.
وفى نفس توقيت انتهاء التحقيقات اندلعت مظاهرة أخرى بالخارج تطالب بحبس أسرة مبارك امتدت المظاهرة حتى مدخل بوابة المستشفى، وهتافات "يا جمال قول لأبوك الشعب المصرى بيكرهوك" و"عايزين فلوسنا يا حرامية" وغيرها من الهتافات، وكانت أجهزة الأمن تستعد لترحيل نجلى مبارك إلى مجمع محاكم شرم الشيخ تحت التأسيس فى سيارة ميكروباص حاول أحد قيادات الأمن تهدئة المتظاهرين بالإشارة لهم بحبس أسرة مبارك 15 يوماً، وقام عدد من رجال الأمن بتطويق المظاهرة، فيما خرجت عدة سيارات فى السيارة الثالثة كان علاء وجمال مبارك، وقام البعض برشق السيارات بزجاجات المياة الفارغة.
وطائرة عسكرية تقل نجلى الرئيس لطره
واستعدادات لنقل مبارك حال تحسن حالته
بعد قرابة 20 دقيقة وصل نجلا مبارك إلى مجمع المحاكم تحت التأسيس بحى النور، وتم جلب عدة كراسى ومكاتب لإتمام الإجراءات الرسمية لحبسهما 15 يوماً بعدها نقلا بسيارة عسكرية إلى طائرة عسكرية أقلعت من شرم الشيخ فجراً إلى القاهرة للحاق بركب النظام السابق فى سجن مزرعة طره، وكانت أبرز الاتهامات لهما تضخم الثروة والثراء على حساب الشعب المصرى واستغلال النفوذ.
فيما تم توجيه 5 اتهامات لمبارك التحريض والاشتراك فى قتل المتظاهرين بميدان التحرير فى أثناء أحداث الثورة، والحسابات السرية الخاصة بمكتبة الإسكندرية، وتسهيل الاستيلاء على المال العام، وتسهيل تربح صديقه الهارب رجل الأعمال حسين سالم من خلال تخصيص أراضى الدولة، وقيامه بالإضرار بالمال العام من خلال إهدار ملايين الجنيهات من أموال الدولة نتيجة فروق أسعار تصدير الغاز لإسرائيل، بالإضافة إلى تضخم الثروة بشكل كبير.
وفق المصادر فإن مبارك ونجليه أنكروا التهم الموجهة لهم، مؤكدين على عدم وجود أى أرصدة مالية لهم الخارج.
وذكرت المصادر أنه سيتم خلال ساعات نقل مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية بالإسماعيلية او القاهرة لاستكمال علاجه والتحقيق معه، فى الوقت الذى تم تشديد الإجراءات الأمنية بمستشفى شرم الشيخ الدولى بعد تجمع مئات المواطنين قربه بعد علمهم بوجود الرئيس السابق فيه، وترافقه حتى الآن زوجته سوزان ثابت، والتى تبدو فى حالة غير طبيعية على الإطلاق، وفق بعض شهود العيان الذين شاهدوها داخل المستشفى.
"حبس مبارك" يقفز بمؤشرات البورصة للارتفاع
ارتفعت مؤشرات البورصة الثلاث بشكل كبير بعد خبر حبس الرئيس السابق مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وهو ما أثر تأثيراً إيجابياً على المستثمرين، وخلق جواً من التفاؤل.
وارتفع مؤشر البورصة الرئيسى "إيجى إكس 30" بنسبة 1.1% فى التعاملات الأولى اليوم بما يعادل 61 نقطة، كما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنحو كبير بنسبة 3% بما يعادل 17 نقطة، وارتفع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 2.2% بما يعادل 21 نقطة.
وشهدت كل أسهم السوق الرئيس تحسناً كبيراً فى الأداء بعد أخبار حبس مبارك ونجليه علاء وجمال، حتى إن بعض الأسهم قامت إدارة البورصة بإيقافها بسبب تخطيها مستوى الارتفاعات القانوية.
يذكر أن مؤشرات البورصة تعانى من التراجع منذ عدة جلسات متتالية.