ياما في السجن مظاليم" ومن هؤلاء مجدي سعد زغلول الذي وقع ضحية الحكومة السابقة التي اتسمت بمحاربة الشرفاء لمنعهم من كشف المزيد من فسادهم، كما اعتادت علي تكريم الفاسدين من أصحاب السلطات والنفوذ.
التقت الوفد مع "مجدي سعد" مفتش تموين سابق أحد ضحايا النظام فهو دفع أحلي سنوات عمره داخل السجن دون ذنب سوي حبه لمصر وخوفه علي شعبها من الوقوع فريسة سهلة لمطامع الفاسدين الذين يستغلون البسطاء ليبيعوا لهم منتجات غذائية فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمي مقابل تحقيق ثروة هائلة لهم غير عابئين بأرواح المصريين، فحاول أصحاب السلطة التخلص منه بإلقائه في السجن بتلفيق قضية رشوة باطلة نجحوا بسلطاتهم ونفوذهم بإصدار حكم قضائي ضده ورغم عدم توافر أركان الجريمة وعدم وجود الدليل المادي. وذلك بسبب نجاح مفتش التموين صاحب الضمير الحي في كشف العديد من قضايا الفساد الكبري رافضا كتم صوت الحق رغم التحايلات، رافعاً شعاره "لا لبيع الضمير مهما كانت المغريات"، واستجمع كل طاقته وحماسه لخدمة الوطن فكان من أنشط المفتشين في وزارة التموين وذلك بشهادة زملائه ورؤسائه، حيث اشترك في أكثر من 25 حملة تموينية كبري أنقذ فيها أرواح العديد من المصريين بعد أن ضبط كميات كبيرة من المنتجات الفاسدة كانت ستنتشر في الأسواق المصرية، ومن تلك الحملات تشميع ثلاجات ألبان مملوكة لرجل أعمال عربي، وفي ذلك الوقت طلب مدير الشركة تسوية الأمر معه إلا انه رفض مصرا علي السير في الاتجاة القانوني وتحرير محضر بالمخالفات، كما ساهم في الكشف عن كمية من اللحوم المصنعة غير الصالحة للاستخدام الآدمي، مما دفع وسائل الإعلام المختلفة التحدث عنه خاصة بعد حصوله علي وسام الشرف من الدرجة الأولي من وزير التموين، وذلك نتيجة جهوده وإخلاصه في العمل الذي كان له الأثر الكبير في الحفاظ علي صحة المواطن المصري، وحصوله علي شهادة حسن سير وسلوك لتمتعه بالسمعة الطيبة والحسنة وذلك بناء علي التقرير السنوي من رؤسائه المباشرين بتقدير امتياز طوال فترة عمله بالوزارة، لذلك حصل علي مكافأتين ماليتين متتاليتين وشهادة تقدير. وكل ذلك يثبت مدي إخلاصه في العمل وتفانيه في خدمة الوطن إلا أن أصحاب النفوذ تكاتفوا ضده مستغلين علاقتهم بعلاء مبارك ابن الرئيس السابق وهددوه بمباحث أمن الدولة، إلا انه لم يخش من تهديداتهم وأقسم علي تأدية مهامه دون محاباة أو مجاملة لأحد خوفا علي صحة المصريين وحرر قضية تحفظ ضد أشرف محمد جعفر صاحب شركة فؤاد حبس علي أثرها 6 أشهر، فتوعد المتهم للمفتش واتهمة بتقاضي رشوة، واستمر التحقيق في القضية لمدة عام كامل لعدم توافر أركان الجريمة بالإضافة إلي وجود خصومة مسبقة يضعف القضية، إلا انهم تحايلوا علي القانون بنفوذهم واستطاعوا إحالة القضية الي المحكمة برئاسة المستشار أحمد صلاح بدور الذي قضي بأقصي العقوبة علي المفتش علي الرغم من عدم وجود الشيك"وهو الدليل المادي" الذي يثبت الرشوة وتحجج الطرف المدعي بضياعه، مستغلا عدم قدرة المدعي عليه المادية في توكيل محام كبير يدافع عنه ليصدر القاضي حكما بسجنه 10 سنوات لمحو الشرف ليحل محله الفساد ليخرج لسانه نكايةً لكل موظف صالح ت********* له نفسه الوقف أمام المفسدين من أصحاب النفوذ.
عاش مفتش التموين خمس سنوات في السجن بعد تخفيف محكمة النقض الحكم إلا انه شعر أنه مقيد اليدين لا يستطيع الوصول لحقه.. مسلوب الحرية داخل زنزانته.. مجروح القلب من نزاهته، التي قادته الي الوقف أمام السلطة، توالت عليه الأخبار الحزينة واحدة تلو الأخري أثناء وجودة في السجن وحيدا، حيث طلبت زوجته الطلاق واستولت علي الشقة ولم يفق من تلك الصدمة، ليصحوا علي خبر وفاة والدته دون رؤيتها قبل رحيلها، وأخذ ينتظر مرور الأيام بفارغ الصبر لاسترداد حريته مقسماً علي تغير الوطن حتي إذا ضحي بنفسه. ليصبح أحد المشاركين في ثورة 25 يناير ليطالب بإسقاط النظام الفاسد... يطالب بالعدالة والحرية والكرامة، يطالب بجو ديمقراطي نقي من أصحاب النفوذ غير السوية.. يطالب بمعاقبة كل من أساء استخدام سلطته ونفوذه... وأخيرا يطالب باسترداد حقه الذي ضاع مع مرور السنين فمنذ خروجه لم يجد وظيفة ولا مسكناً رغم تقديمه العديد من الشكاوي لمكتب رئيس الجمهورية بالإضافة إلي العديد من الطلبات منذ 2002 إلي محافظة القاهرة للحصول علي المسكن الخاص بالحالات الحرجة، ولكن دون جدوي متناسين انجازاته في الوزارة، كما انه خدم 16 عاماً بالوزارة إلا أنه محروم من المعاش لأنه لم يكمل سن 60 عاماً.
وبكي "مجدي" من الظلم قائلا" أنا حاليا تزوجت من سيدة مخلصة أعيش مع أهلها، وأتمني أن أحصل علي أي وظيفة إدارية بالوزارة إلي أن أكمل سن المعاش، ولن أطمع في الحصول علي وظيفتي الرقابية التي دمرت مستقبلي ظلماً.
وبعد نجاح الثورة في إسقاط النظام الجديد تقابل "مجدي" مع الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري أمام التليفزيون مصادفة وعرض عليه مشكلته بعد ان هلل أمامه لمنع مساعديه من الوصول إليه ، فطلب منهم السماح له بالتقرب منه ، فعرض المفتش صاحب الضمير الحي مشكلته ، فوعده بعد أن اخذ أوراقه برفع الظلم عنه.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية حكاية مفتش تموين سجنه النظام السابق لنزاهته