نشأة فن الطباعة
متى كانت نشأة فن الطباعة؟
> بالرغم من عدم اهتداء المؤرخين إلى تاريخ محدد أو مكان ثابت يحدد متى أمكن معرفة إخراج وتنفيذ الوحدات والعناصر الزخرفية البدائية على الأقمشة المنسوجة إلا أنها عرفت من زمان سحيق غائر في القدم، وأن أبحاثهم ودراستهم أجمعت على أن للشرق أسبقية مزاولة هذه الصناعة لاسيما في مصر والهند والصين حيث كان الإنسان في تلك العصور البيئة كان يستخدم أنواعاً خاصة من الغراء تخلط بدماء الحيوانات التي يعيش على صيدها ثم يستخدم كفه في عمل تأثيرات من الألوان بعد غمسها في هذه العجينة اللونية على جدران الكهوف التي كانت له مأوى.
ووجد أيضاً أنه استخدم بعض الألوان ذات الأكاسيد الطبيعية الموجودة في البيئة المحيطة به.
ولاشك أن مثل هذه الرسوم التي كانت تبدو على جدران تلك الكهوف كان لها غرض سحري فضلاً عما فيها من جمال فطري فني سواء في الوحدة الزخرفية نفسها أم في تكرارها بشكل فطري، ويرجح بعض الباحثين والمؤرخين أن فن طباعة المنسوجات من الفنون التي ظهرت صدفة للوجود، وذلك عند ترطيب أوراق الشجر بالماء ثم ضغطها فوق القماش فتترك أثراً لشكل النبات المضغوط.
ويرون أن هذه العملية العرضية أو المقصودة قد لفتت النظر لإخراج بعض التصميمات والأشكال بتحكم وعن قصد على الأقمشة، وقد أكدت المكتشفات الحديثة في الأهرامات وحفريات مقابر القدماء المصريين ما لهم من رسالة قديمة في ازدهار هذه الصناعة منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد.
وثبت أن أسبق حضارة زاولت فن الطباعة في عهد القدماء المصريين وعثر على آثار رائعة في قبر "توت عنخ آمون" لفائف التحنيط والملابس وكلها من الكتان، كما عثر في الهند على آثار أقمشة قطنية مطبوعة ترجع إلى عام ألفين قبل الميلاد.